فصل: الآية (101)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآيات 89 - 97

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏لايجرمنكم شقاقي‏}‏ لا يحملنكم فراقي‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال ‏{‏شقاقي‏}‏ قال‏:‏ عدواني‏.‏

وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك رضي الله عنه عن ابن عباس‏.‏ أن شعيبا قال لقومه‏:‏ يا قوم اذكروا قوم نوح وعاد وثمود ‏{‏وما قوم لوط منكم ببعيد‏}‏ وكان قوم لوط أقربهم إلى شعيب، وكانوا أقربهم عهدا بالهلاك ‏{‏واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم‏}‏ لمن تاب إليه من الذنب ‏{‏ودود‏}‏ يعني يحبه، ثم يقذف له المحبة في قلوب عباده‏.‏ فردوا عليه ‏{‏قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا‏}‏ كان أعمى ‏{‏ولولا رهطك‏}‏ يعني عشيرتك التي أنت بينهم ‏{‏لرجمناك‏}‏ يعني لقتلناك ‏{‏وما أنت علينا بعزيز‏}‏ ‏{‏قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله‏}‏ قالوا‏:‏ بل الله‏.‏ قال فأتخذتم الله وراءكم ‏{‏ظهريا‏}‏ يعني تركتم أمره وكذبتم نبيه، غير أن علم ربي أحاط بكم، ‏{‏إن ربي بما تعملون محيط‏}‏ قال ابن عباس‏:‏ وكان بعد الشرك أعظم ذنوبهم تطفيف المكيال والميزان، وبخس الناس أشياءهم مع ذنوب كثيرة كانوا يأتونها، فبدا شعيب فدعاهم إلى عبادة الله وكف الظلم وترك ما سوى ذلك‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن خلف بن حوشب قال‏:‏ هلك قوم شعيب من شعيرة إلى شعيرة، كانوا يأخذون بالرزينة ويعطون بالخفيفة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏{‏ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ لا يحملنكم عدواتي على أن تتمادوا في الضلال والكفر فيصيبكم من العذاب ما أصابهم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏وما قوم لوط منكم ببعيد‏}‏ قال‏:‏ إنما كانوا حديثي عهد قريب بعد نوح وثمود‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن أبي ليلى الكندي رضي الله عنه قال‏:‏ أشرف عثمان رضي الله عنه على الناس من داره وقد أحاطوا به فقال ‏{‏يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد‏}‏ يا قوم لا تقتلوني، إنكم إن قتلتموني كنتم هكذا، وشبك بين أصابعه‏.‏

وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله ‏{‏وإنا لنراك فينا ضعيفا‏}‏ قال‏:‏ كان أعمى، وإنما عمي من بكائه من حب الله عز وجل‏.‏

وأخرج الواحدي وابن عساكر عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏بكى شعيب عليه السلام من حب الله حتى عمي، فرد الله عليه بصره وأوحى الله إليه‏:‏ يا شعيب ما هذا البكاء أشوقا إلى الجنة أم خوفا من النار‏؟‏ فقال‏:‏ لا، ولكن اعتقدت حبك بقلبي، فإذا نظرت إليك فما أبالي ما الذي تصنع بي، فأوحى الله إليه‏:‏ يا شعيب إن يكن ذلك حقا فهنيأ لك لقائي يا شعيب، لذلك أخدمتك موسى بن عمران كليمي‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه والخطيب وابن عساكر من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وإنا لنراك فينا ضعيفا‏}‏ قال‏:‏ كان ضرير البصر‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن سفيان في قوله ‏{‏وإنا لنراك فينا ضعيفا‏}‏ قال‏:‏ كان أعمى، وكان يقال له‏:‏ خطيب الأنبياء عليهم السلام‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن السدي في قوله ‏{‏وإنا لنراك فينا ضعيفا‏}‏ قال‏:‏ إنما أنت واحد‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله ‏{‏ولولا رهطك لرجمناك‏}‏ قال‏:‏ لولا أن نتقي قومك ورهطك لرجمناك‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال‏:‏ لو كان للوط مثل أصحاب شعيب لجاهد بهم قومه‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه‏.‏ أنه خطب فتلا هذه الآية في شعيب ‏{‏وإنا لنراك فينا ضعيفا‏}‏ قال‏:‏ كان مكفوفا، فنسبوه إلى الضعف ‏{‏ولولا رهطك لرجمناك‏}‏ قال علي‏:‏ فوالله الذي لا إله غيره ما هابوا جلال ربهم، ما هابوا إلا العشيرة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏{‏واتخذتموه وراءكم ظهريا‏}‏ قال‏:‏ نبذتم أمره‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏واتخذتموه وراءكم ظهريا‏}‏ قال‏:‏ قضاء قضى‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏واتخذتموه وراءكم ظهريا‏}‏ يقول‏:‏ لا تخافونه‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي ‏{‏واتخذتموه وراءكم ظهريا‏}‏ قال‏:‏ جعلتموه خلف ظهوركم، فلم تطيعوه ولم تخافوه‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك ‏{‏واتخذتموه وراءكم ظهريا‏}‏ قال‏:‏ تهاونتم به‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه ‏{‏واتخذتموه وراءكم ظهريا‏}‏ قال‏:‏ الظهري الفضل مثل الجمال يحتاج معه إلى إبل ظهري فضل لا يحمل عليها شيئا إلا أن يحتاج إليها، فيقول‏:‏ إنما ربكم عندكم هكذا إن احتجتم إليه، فإن لم تحتاجوا فليس بشيء‏.‏

 الآية 98 - 99

أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏يقدم قومه يوم القيامة‏}‏ يقول‏:‏ أضلهم فأوردهم النار‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏يقدم قومه يوم القيامة‏}‏ قال‏:‏ فرعون يمضي بين يدي قومه حتى يهجم بهم على النار‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏فأوردهم النار‏}‏ قال ‏{‏الورود‏}‏ الدخول‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال ‏{‏الورود‏}‏ في القرآن أربعة‏.‏ في هود ‏{‏وبئس الورد المورود‏}‏، وفي مريم ‏(‏وإن منكم إلا واردها‏)‏ ‏(‏مريم الآية 71‏)‏، وفيها أيضا ‏(‏ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا‏)‏ ‏(‏مريم الآية 86‏)‏، وفي الأنبياء ‏(‏حصب جهنم أنتم لها واردون‏)‏ ‏(‏الأنبياء الآية 98‏)‏ قال‏:‏ كل هذا الدخول‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة‏}‏ أردفوا وزيدوا بلعنة أخرى فتلك لعنتان ‏{‏بئس الرفد المرفود‏}‏ اللعنة في أثر اللعنة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏بئس الرفد المرفود‏}‏ قال‏:‏ لعنة الدنيا والآخرة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ لم يبعث نبي بعد فرعون إلا لعن على لسانه ويوم القيامة، يزيد لعنة أخرى في النار‏.‏

وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء والطستي عن ابن عباس‏.‏ أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله عز وجل ‏{‏بئس الرفد المرفود‏}‏ قال‏:‏ بئس اللعنة بعد اللعنة‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، أما سمعت نابغة بني ذبيان وهو يقول‏:‏

لا تقدمن بركن لا كفاء له * وإنما تفك الأعداء بالرفد

 الآية 100

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله ‏{‏منها قائم‏}‏ يعني بها قرى عامرة ‏{‏وحصيد‏}‏ يعني قرى خامدة‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله ‏{‏ذلك من أنباء القرى نقصه عليك‏}‏ قال‏:‏ قال الله ذلك لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ‏{‏قائما‏}‏ يرى مكانه ‏{‏وحصيد‏}‏ إلا يرى له أثر، وقال في آية أخرى ‏(‏هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا‏)‏ ‏(‏مريم الآية 98‏)‏‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج ‏{‏منها قائم‏}‏ خاو على عروشه ‏{‏وحصيد‏}‏ ملصق بالأرض‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك ‏{‏منها قائم وحصيد‏}‏ قال‏:‏ الحصيد الذي قد خرب ودمر‏.‏

 الآية 101

أخرج أبو الشيخ عن الفضل بن مروان رضي الله عنه في قوله ‏{‏وما ظلمناهم‏}‏ قال‏:‏ نحن أغنى من أن نظلم‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن أبي عاصم رضي الله عنه ‏{‏فما أغنت عنهم آلهتهم‏}‏ قال‏:‏ ما نفعت‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله ‏{‏وما زادوهم غير تتبيب‏}‏ يعني غير تخسير‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏وما زادوهم غير تتبيب‏}‏ قال‏:‏ تخسير‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏وما زادوهم غير تتبيب‏}‏ أي هلكة‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي الله عنه ‏{‏وما زادوهم غير تتبيب‏}‏ قال‏:‏ وما زادوهم إلا شرا، وقرأ ‏(‏تبت يدا أبي لهب وتب‏)‏ ‏(‏المسد الآية 1‏)‏ وقال‏:‏ التب الخسران ‏{‏والتتبيب‏}‏ ما زادوهم غير خسران، وقرأو ‏(‏لا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا‏)‏ ‏(‏فاطر 39‏)‏‏.‏

وأخرج الطستي عن ابن عباس‏.‏ أن نافع بن الأزرق قال له‏:‏ أخبرني عن قوله ‏{‏وما زادوهم غير تتبيب‏}‏ قال‏:‏ غير تخسير‏.‏ قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم، أما سمعت بشر بن أبي حازم الشاعر وهو يقول‏:‏

هم جدعوا الأنوف فأرعبوها * وهم تركوا بني سعد تبابا